مدخل الحديث حصل من تعثر بعض الأسر لمتابعة الإنفاق على دراسة أبنائهم في كليات الطب والتخصص فيما بعد ودخول معترك الحياة العملية، إضافة إلى اللجوء لبعض الجمعيات التي تعنى بمساعدة الطلبة من خلال المنح والقروض لمواصلة تحصيلهم الجامعي المناسب.
تكلفة دراسة الطب مرتفعة وخصوصا عند اللجوء للبرامج الموازي أو الدراسة خارج البلاد وتحقيق رغبة الأسر بالحصول على لقب دكتور لأبنائهم المتفوقين في الدراسة الأكاديمية ويطمحون في دراسة الطب عن رغبة.
ثمة العديد من الحالات المسجلة في الجمعيات التي تعنى بتقديم العون والمساعدة للطلبة لمواصلة تحصيلهم الجامعي ونتائج دراسة الحالات تضع الجميع تحت المسؤولية لتحمل القرار باختيار التخصص الجامعي بعد النجاح في امتحان الثانوية العامة والحصول على معدل مناسب لدخول كلية الطب على سبيل المثال، وأصبح لدى تلك الجمعيات نظرة فاحصة ودقيقة عن واقع التمويل الجامعي والثغرات والتحديات والاحتياجات الفعلية وعلى أرض الواقع ومجموعة كبيرة من التوصيات والملاحظات والمقترحات لتوجيه الوعي العام للطلبة أثناء الدراسة في المرحلة الثانوية لا?تيار التخصص المناسب والعديد من البدائل العملية ومنها دراسة التمريض والتخرج بفترة زمنية أقل والحصول على عمل ومساعدة الأهل والانخراط في سوق العمل بشكل مناسب.
تمويل التعليم الجامعي والعديد من المجالات المرتبطة بذلك جديرة بالدراسة الواعية والتحليل الدقيق واتخاذ القرارات المناسبة ومن ضمنها جدوى التعليم الجامعي المجاني من خلال توحيد نظام المكرمات والبعثات وصناديق دعم التعليم وتوفير الفرص المتاحة في الداخل والخارج والتحول نحو التخصصات المطلوبة وترشيد القبول في التخصصات بشكل عام ومنها الطب على سبيل المثال أيضا.
البطالة بعد التخرج ومواجهة واقع الحال أمر صعب على الطالب والجامعات والأسر والمجتمع، ولهذا وعند متابعة الحالات التي تتقدم للحصول على مساعدة لمواصلة التعليم الجامعي تستدعي التدبر في سبل الإنفاق على التعليم الجامعي وخصوصا عند وجود أكثر من طالب في الأسرة الواحدة وتعاظم المتطلبات على رب الأسرة والأم والجميع بشكل كبير ومؤثر.
يحتاج تطوير التعليم المهني والتقني إلى فترات زمنية ليست بالقصيرة ابتداء من حملات التوعية ومشاريع التدريب والتأهيل وتوفير المشاغل والأجهزة والمعدات والبرامج الأكاديمية وتحقيق المخرجات ضمن مؤشرات الأداء، ولهذا لا بد من العمل المكثف لتوجيه الوعي العام بواقع التخصصات والإنفاق على التعليم الجامعي والإشارة إلى تجارب الجمعيات ذات الاهتمام والقدرة على تمويل التعليم الجامعي وخصوصية تجربتها ونتائج دراساتها حول الواقع وقربها من الاحتياجات والمطالب ونسب التسديد والفترات الزمنية للاستفادة والتفاصيل المهمة في جعبة القائ?ين على تلك الجمعيات.
الحالات المرتبطة بدراسة الطب جديرة بالإشارة إليها مع الظروف الاقتصادية الراهنة وطول الفترة للتخرج وسنة الامتياز والاختصاص والحصول على الإقامة والعديد من التفاصيل الأخرى والتي يمتد عمر الطبيب فيها إلى عمر الخامسة والثلاثين على أقل تقدير.
تكلفة دراسة الطب مرتفعة وعدد طلبة الطب على مقاعد الدراسة كبير وهذا يؤثر سلبا على نوعية التدريس وأمور أخرى يعلمها أهل الاختصاص في المجال الطبي والصحي تؤثر على نوعية الخريج وتميزه في الواقع العملي.
مطلوب باختصار حوار مجتمعي حول هذا الموضوع للتحول إلى تجويد الدراسة الجامعية وترشيد الإنفاق على التعليم الجامعي ورفد المجتمع بكفاءات مميزة في جميع التخصصات، مع الاحتفاظ بحق الجميع في اختيار التخصص المطلوب واحترام رغبتهم والحرص على تحمل المسؤولية المجتمعية حين تتعثر الخطوات وتتوقف قدرة الأهل على تمويل دراسة أبنائهم وخصوصا في السنوات الأخيرة من الدراسة.
هم الأبناء ودراستهم لا يعادله قلق سوى أمنيات الفرح والسعادة بنجاحهم وتوفيقهم وتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، حفظهم الله ورعاهم وبارك فيهم.